كأس العالم للسيدات 2023.. "لبؤات الأطلس" يتطلعن إلى تحقيق إنجاز مشرف يعبد الطريق أمام الأجيال الصاعدة

كأس العالم للسيدات 2023.. "لبؤات الأطلس" يتطلعن إلى تحقيق إنجاز مشرف يعبد الطريق أمام الأجيال الصاعدة

بعد دخولهن تاريخ كرة القدم النسائية العربية باعتبارهن أول منتخب يبلغ نهائيات كأس العالم المقررة في أستراليا ونيوزيلندا ما بين 20 يوليوز الجاري و20 غشت ، تتطلع "لبؤات الأطلس" إلى مشاركة جيدة مفعمة بأمل إنجاز مشرف وترك بصمة تاريخية في العرس العالمي، وبالتالي تعبيد الطريق أمام الأجيال الصاعدة. وتشكل منافسات هذه التظاهرة الكروية العالمية مناسبة مواتية للمنتخب الوطني النسوي للظهور بشكل جيد والبصم على مشاركة مشرفة لصنع التاريخ، وفرصة لاكتشاف قدرات ومستوى اللاعبات أمام منتخبات قوية لها باع طويل في هذه المسابقة من قبيل منتخب ألمانيا، وصيف بطل أوروبا، والذي يتوفر على حظوظ كبيرة لتحقيق إنجاز كبير في هذه النسخة من الكأس العالمية.
وبغض النظر عن قوة المنتخبات المشاركة والنظرة الضيقة التي ترى أن "لبؤات الأطلس" فريق يتعين عليه القتال بقوة ليشق طريقه بين العمالقة ، فإن سيدات المنتخب الوطني لا يدخرن جهدا لتقديم أداء جيد والبصم على نتائج مشرفة من أجل تمثيل المغرب أحسن تمثيل، ولما لا خلق المفاجآت. وعلى الرغم من هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية على المنظومة الكروية النسوية العالمية ، فإن البلدان الافريقية ، التي ولجت هذا العالم الكروي في وقت ليس بالبعيد ، لا تزال غير قادرة على فرض نفسها وبسط سيطرتها في هذا النوع الرياضي وخاصة في منافسات العرس العالمي.
وفي المغرب، بدأت كرة القدم النسوية في الممارسة واللعب على المستوى الدولي في نهاية التسعينيات ، وكانت المباراة الأولى للمنتخب المغربي في 5 يوليوز 1998 في بريتوريا ، ضد جنوب إفريقيا (1-1). أما الانطلاقة الفعلية لممارسة اللعبة، فكانت سنة 2020 مع المنتخب المغربي الحالي، الذي سبق وأن حقق إنجازا كبيرا في كأس أمم افريقيا الأخيرة التي نظمت العام الماضي بالمملكة المغربية، بعدما احتل المركز الثاني في هذه البطولة والظفر بتذكرة المشاركة في كأس العالم للسيدات 2023.
وسيواجه المنتخب الوطني النسوي ، في هذه المسابقة العالمية الكبيرة ثلاث منتخبات من مدارس كروية مختلفة ، مما سيخلق للبؤات الأطلس صعوبات في تكييف أسلوب اللعب ، خاصة وأن الفرق الثلاثة في المجموعة الثامنة تتوفر على تجربة كبيرة وخبرة طويلة في هذه التظاهرة الرياضية الكبيرة. وستكون ألمانيا، بدون شك ، المنافس القوي باعتبارها بلدا رائدا في كرة القدم النسوية ، حيث خاضت أول مباراة دولية لها في عام 1982 (ألمانيا الغربية - سويسرا 5-1).
وسبق للمنتخب الألماني، الذي سيكون المنافس الأول للمنتخب المغربي في 24 يوليوز الجاري، أن خاض ثماني نهائيات لكأس العالم وفاز بلقبين في عامي 2003 و 2007 ، فضلا عن تتويجه بطلا لأوروبا لسنوات (1989 ، 1991 ، 1995 ، 1997 ، 2001 ، 2005 ، 2009 و 2013) وكذا فوزه بالميدالية الذهبية خلال الألعاب الأولمبية لسنة 2016.
أما منتخب كوريا الجنوبية للسيدات ، الذي يشارك في كأس العالم للمرة الرابعة ، فسيواجه في لقائه الثاني المنتخب الوطني المغربي في محاولة لمواصلة الحلم من أجل التأهل إلى الدور الثاني ، كما هو الشأن لمنتخب كولومبيا ، الذي غاب عن النسخة الأخيرة في فرنسا 2019 ، فتحذوه إرادة كبيرة لتحقيق نتائج مشرفة. وتدخل "لبؤات الأطلس" نهائيات كأس العالم وهدفهن السير على خطى منتخب الرجال وإظهار قدراتهن لتأكيد تطور كرة القدم النسوية بالمغرب، وبالتالي تشريف الكرة المغربية في أول مشاركة في المونديال.
لهذا الغرض ، يتعين على المدرب الفرنسي رينالد بيدروس الاعتماد على خطة عمل مستقرة ومتجانسة مع اللاعبات اللواتي لعبن معا لفترة طويلة ويعرفن جيدا بعضهن البعض ضمن فريق أثبت نفسه من خلال وصوله إلى نهائي كأس إفريقيا، وكذا تأهله إلى كأس العالم. ويعول المغرب على عموده الفقري المشكل من اللاعبات المحليات، خصوصا من فريق الجيش الملكي المسيطر على اللقب المحلي في السنوات الأخيرة، إلى جانب اللاعبات المحترفات خارج المغرب اللواتي لن يجدن صعوبة في الاندماج وتحقيق الانسجام لبناء فريق قوي قادر على المنافسة في هذا المحفل العالمي.
وفي إطار استعداداته لنهائيات كأس العالم، خاض المنتخب المغربي معسكرا إعداديا بالنمسا ، كما أجرى ثلاث مباريات قبل المشاركة في نهائيات كأس العالم. وتعادل الفريق الوطني مع نظيره الإيطالي (0-0) في المباراة الودية الأولى التي جمعت بينهما، يوم فاتح يوليوز، على أرضية ملعب باولو ماتزا في فيرار بإيطاليا. كما تعادل المنتخب المغربي بالنتيجة ذاتها في مواجهته الودية الثانية مع نظيره السويسري، يوم خامس يوليوز ، على أرضية ملعب "شوتزن وايز" بمدينة فينترتور السويسرية.
وانهزم المنتخب الوطني أمام نظيره الجامايكي بهدف دون رد ، في المباراة الودية الثالثة التي جمعتهما ، يوم 16 يوليوز ، على أرضية الملعب الفرعي لمركب كالفين بارك بمدينة وريبي ضواحي مدينة ميلبورن. ويبقى طموح لاعبات المنتخب الوطني في هذه البطولة هو تجاوز دور المجموعات والتأهل لثمن نهائي الكأس، وبالتالي تحقيق إنجاز غير مسبوق لكرة القدم النسوية المغربية.